الاثنين، 13 مايو 2013

قلوب لا تبحث عن السعادة


 دائما ما نفترض أن جميع الناس يبحثون عن السعادة فهل هذا الافتراض صحيح ؟
هل تبحث عن السعادة أنت ؟
البعض يجيب بنعم والبعض الاخر يعتقد انه يملك السعادة  فهو لا يبحث عنها  وكثير من  الذي لا يطلعون على مثل هذه المواضيع  إما انه يعتقد انه يملك السعادة فلماذا يبحث عنها ولماذا يقرأ عنها وهناك عدد لا يدري ماذا يريد !
لذا تجده دائما ما يتحدث عن همومه وأحزانه وعذاباته ومشاكله ويتلذذ بهذا الحديث ويتلذذ بالتعاطف من الاخرين ولا يبذل أي مجهود للتخلص من هذه المشاكل وقد تكون تلك المشاكل ولت من زمن بعيد ومازال يستعيدها ويتحدث عنها , بل أكثر من ذلك لو راقبته سلوكه وتفكيره لوجدت أنه يبحث عن المشاكل والتعاسة مثل هذا الانسان  قطعا لا يبحث عن السعادة ولا يعرف ما هي  .. هؤلاء تبرمجوا على التعاسة والألم وأصبحوا متكيفين مع ألامهم يحبونها   غير مستعدين للتخلص منها ..
هناك الكثير من الذين يطلبون الاستشارات لحل مشاكلهم الخاصة في حقيقتهم لا يريدون حل المشكلة  فقط يريدون التعاطف ولو قلت لهم هذا العلاج سوف يزيل المشكلة وآثراها لتردد في تطبيقه والدليل أن الكثير من المشاكل يكمن حلها في تحمل المسئولية واتخاذ قرار جاد  وتجدهم يسوفون ويؤجلون ويهربون ويخافون من هذا القرار .
للسعادة حقائق ومفاهيم بسيطة تدلك على ان الكثير من الناس لا يريدها ولا يبحث عنها
السعادة شعور  والمشاعر اختيار يعني ان الانسان يستطيع ان يختار أن يكون تعيس  حزين بائس  ويشتكي من الظلم وينتقد العالم أجمع ويبكي على الماضي وعلى اللبن المسكوب , ويستطيع أن يتوقف  الان  ويبدأ بالاهتمام بمستقبله والشعور بالأمل والتفاؤل والسعادة  يستطيع ان يغير طريقة تنفسه بحيث يتنفس بحماس ويبتسم الان ويكرر الحياة رائعة وسوف تصبح حياتي أجمل حياة
إلا ان هناك قلة من الناس يفعلون ذلك وهناك عدد لا بأس به  لا يستطيع ان يختار ان يكون سعيد  بل يعود الى الماضي  ويخبرك عن احزانه  وعندما تخبره بأنها في الماضي ليست هنا الان ينزعج ويحاول أن يظهر تأثيرتها على حياته وقراراته وطبيعة حياته فتكتشف أنه  مازال هناك ولا يريد الخروج معك الى الحاضر بل هو لا يرى في الحاضر الالم تجده  ينتقد الجميع يبرر كل اخطائه ناقم على المجتمع والناس ويتهم حتى الجمادات
 قلت لكم هناك أشخاص لا يبحثون عن السعادة  …
أنت هل أختر ان تكون سعيدا الان وكررت معي  وقلت أن حياتي مليئة بالفرح والسرور والنعم  أم مازلت متمسك بأحزانك؟

2

السعادة مجانية وليس لها أي مقابل  السعادة  شعور والشعور مجاني تستطيع الان ان تشعر بالخوف أو تشعر بالقلق أو تشعر بالحزن أو تشعر بالفرح والسعادة والسرور تستطيع ان تتذكر موقفا سعيدا وشخص تحبه ولحظة رائعة مرت عليك في حياتك  وتستطيع أن تحافظ على هذا الشعور لن يستطيع أي شخص سلب هذا الشعور منك إلا اذا انت تنازلت عنه  السعادة  ليس لها مقابل  فهي مجانية   ..
إلا أنك تجد بعض الاشخاص يصر إلا ان يشتري السعادة بمقابل عالي جدا  فهو يفرض ضرائب عالية على نفسه لكي يسعد  فالبعض يقول سوف اسعد عندما أجد وظيفة !  وما دخل الوظيفة بالسعادة ؟ والأخر يقول سوف أسعد عندما أحصل على المال او المنزل او الزوجة او السيارة او الزوج او اقبل في الجامعة او  …  من قال ذلك من ربط السعادة بهذه الامور  السعادة لا علاقة لها بذلك هناك اشخاص سعداء بدون بيت وأشخاص سعداء وليس لديهم مال  البعض يقول سوف اسعد عندما اشفى من المرض ايضا  من ربط السعادة بالمرض آلا يوجد سعداء مرضى  عندما يمتلئ القلب حب وصفاء وتطهر الروح من الحقد والكره والغيرة عندما يتعلق القلب بالله  ونصل الى اليقين  برحمة وعفوه وقدرته سوف نركب سفينة الامل ونشرعها بالتفاؤل ونقودها في بحر الحياة بعزم وثبات , هذه القيود التي فرضنها على السعادة هي قيود وهمية وضعها المجتمع في عقولنا وصدقنها وأصبحنا ندفع أغلى لحظات العمر ثمن لهذه الضرائب الباهض وكما أخبرتكم السعادة بالمجان وأنه هنا اشخاص لا يبحثون عنها  يضعون القيود حتى يهربوا منها
أنت ما هي القيود التي وضعتها على سعادتك ؟
ما هي ضرائبك ؟
هل سوف تتخلى عنها ؟ أم مازلت متمسك بها ؟
في النهاية القرار لك تستطيع أن تحصل عليها بالمجان ولن يمنعك أحد من دفع الضرائب إذا أحببت ..
3
السعادة ليست هناك في الخارج السعادة هنا في الداخل  البعض يبحث عن السعادة في الخارج  يبحث عنها لدى الاخرين او في المال او غيره  ويعتقد انه عندما يركب سيارة فارهة سوف يشعر بالسعادة او عندما يرتاد الى فندق فاخر او يذهب الى مطعم مميز سوف يسعد او عندما يلبس ملابس أنيقة سوف يسعد
السعادة هنا في داخلنا ليس لها علاقة في أي شيء خارجي لذا تجد فقيرا سعيد وسجينا سعيدا لان قلوبهم ملئت بالسعادة ,  على ماذا تركز ؟ على المفقود أم على الموجود  ماذا ترى الظلام أم النور  ماذا تحمل من قناعات ومعتقدات وقيم عن نفسك وعن حياتك وعن مستقبلك ومصيرك وعن الاخرين  هذه المعتقدات والقيم تجعلك ترى  ما تريد  فنحن نرى ما نؤمن به  عندما نعتقد أن الحياة تعيسة سوف نرى أنواع البؤس والتعاسة والأمل  وعندما نؤمن بأن الحياة مليئة بالفرص والسعادة والسرور سوف نجدها في كل مكان  أختر أنت على ماذا تركز
كن سعيداً ترى الوجود سعيدا

الكاتب : احمد الرفاعي
http://www.a-alrefai.com/?p=792

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق